ثم قال تعالى{[52817]} : { بل ادارك علمهم في الآخرة }[ 68 ] ، أي بل تكامل{[52818]} علمهم في الآخرة ، أي يتكامل ذلك يوم القيامة ، والماضي بمعنى المستقبل ، فالمعنى : أنهم يتكامل علمهم بصحة الآخرة ، إذا بعثوا وعاينوا الحقائق . { بل هم{[52819]} في شك منها ، بل هم منها{[52820]} عمون } يعني في الدنيا{[52821]} لأنهم{[52822]} إذا بعثوا وعاينوا الحقائق يوم القيامة ، رأوا كل ما وعدوا به معاينة .
وقيل{[52823]} المعنى{[52824]} : يتابع علمهم اليوم بعلم الآخرة . وفي : بمعنى{[52825]} الباء ، ومن قرأه : إدرك{[52826]} على وزن إفعل : فمعناه : كمل{[52827]} في الآخرة كالأولى{[52828]} .
وقيل : معناه : الإنكار ، فدل{[52829]} على ذلك قوله : { بل هم منها عمون }[ 68 ] ، وقيل{[52830]} : المعنى بل إدارك{[52831]} علمهم بالآخرة فأيقنوا بها ، وعلموها حين لم ينفعهم يقينهم بها ، إذ كانوا بها في الدنيا مكذبين . و{[52832]}قاله ابن عباس وهو اختيار الطبري . في معنى هذه القراءة{[52833]} .
وعن ابن عباس : { بل ادارك علمهم في الآخرة } أي غاب علمهم{[52834]} ، وقال ابن{[52835]} زيد : ضل علمهم في الآخرة . أي بالآخرة : فليس لهم فيها علم هم منها عمون .
وقال قتادة : { بل ادارك علمهم } أي لم يبلغ لهم فيها علم{[52836]} ، وقال مجاهد : { بل ادارك } معناه : أم إدارك{[52837]} .
وقوله{[52838]} : { بل هم في شك منها }[ 68 ] ، أي هؤلاء المشركون{[52839]} في شك{[52840]} من الآخرة لا يوقنون{[52841]} بها . { بل هم منها عمون }[ 68 ] ، أي بل هم من العلم بقيامها عمون .
وعن ابن عباس{[52842]} : أنه قرأ{[52843]} " بل أدارك " بلفظ الاستفهام{[52844]} وبلى بالألف ، وفيها بعد عند النحويين ، لأن بلى{[52845]} إيجاب ، والاستفهام{[52846]} في هذا الموضوع إنكار .
وقرأ{[52847]} ابن محيصن{[52848]} : بل{[52849]} بغير ألف أدارك{[52850]} بالاستفهام ، وفيها أيضا بعد . ومعنى الاستفهام{[52851]} هنا{[52852]} : التوقيف ، وتقديرها{[52853]} : أدرك علمهم في الدنيا حقيقة الآخرة أم{[52854]} لم يدرك .
وفي حرف{[52855]} أبي : " بل تدارك " أتى به{[52856]} على الأصل ولم يدغم التاء في الدال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.