وقوله : { بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ66 } معناه : لعَلَّهم تدارك علمهُم . يقول : تتابَعَ علمهم في الآخرة . يريد : بعلم الآخرة أنها تكون أوْ لاَ تكون ، لذلكَ قال { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْها بَلْ هُم مِّنْها عَمُونَ } وهي في قراءة أُبَىّ ( أَمْ تداركَ عِلمُهُم في الآخرة ) بأَمْ . والعرب تجعل ( بل ) مكانَ ( أم ) و ( أم ) مكان ( بل ) إذا كان في أوَّل الكلام استفهام ، مثل قول الشاعر :
فوالله ما أجرِى أسَلْمَى تَغَوَّلتْ *** أم النومُ أم كلّ إلى حَبِيبُ
فمعناهن : بل . وقد اختلف القراء في { ادّارك } فقرأ يحيى والحسَن وشَيبْة ونافع ( بل ادَّاركَ ) وقرأ مجاهد أبو جعفر المدني ( بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ في الآخِرة ) من أدركت وَمَعناه ، كأنه قال : هل أدرك علمهم علم الآخرة . وبلغني عن ابن عبّاس أنه قرأ ( بَلَى أَدَّارك ) يستفهم ويشدّد الدال ويجعَل في ( بلى ) ياء . وهو وجه جيّد ؛ لأنه أشبه بالاسْتهزاء بأهْل الجحد كقولك للرَّجُل تكذّبه : بَلَى لعمرى لقد أدركْت السَلَف فأنت تروِى ما لا نروى وأنت تكذّبه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.