بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَيَّ هَٰتَيۡنِ عَلَىٰٓ أَن تَأۡجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرٗا فَمِنۡ عِندِكَۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أَشُقَّ عَلَيۡكَۚ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (27)

{ قَالَ } شعيب لموسى عليهما السلام : { إِنّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتي هَاتَيْنِ على أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِيَ حِجَجٍ } يعني : أزوجك إحدى ابنتي على أن ترعى غنمي ثمان سنين ، وهذا الحكم في هذه الأمة جائز أيضاً ، لو تزوج الرجل المرأة على أن يرعى غنمها كذا وكذا سنة ، أو يرعى غنم أبيها ، يجوز النكاح ، ويكون ذلك مهراً لها { فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً } يعني : عشر سنين { فَمِنْ عِندِكَ } يعني : فإن أتممت عشر سنين فبفضلك ، وليس ذلك بواجب عليك { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ } في السنتين يعني : أنت بالخيار في ذلك . ويقال : بأن أشرط عليك العشر { سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصالحين } أي من الوافين بالعهد . وقال مقاتل : يعني : من المرافقين بك كقوله : { وواعدنا موسى ثلاثين لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ ميقات رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ موسى لأخِيهِ هارون اخلفني فِى قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المفسدين } [ الأعراف : 142 ] يعني : ارفق بهم