بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (82)

قوله عز وجل : { وَأَصْبَحَ الذين تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بالأمس } حين رأوه في زينته وقالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون { يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله } قال القتبي : قد اختلف في هذه اللفظة . فقال الكسائي : معناها ألم تر أن الله يبسط ، ويكأنه يعني : ألم تر أنه لا يفلح الكافرون .

روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه قال : { وَيْكَأَنَّ الله } ، يعني : أو لا يعلم أن الله { يَبْسُطُ } وهذا شاهد لقول الكسائي . وذكر الخليل بن أحمد أنها مفصولة وي ثم يبتدىء فيقول : كأن الله . وقال ابن عباس في رواية أبي صالح : كان الله يبسط { الرزق لِمَن يَشَاء } كأنه لا يفلح الكافرون . وقال وي صلة في الكلام ، وهذا شاهد لقول الخليل . وقال الزجاج : الذي قاله الخليل أجود ، وهو أن قوله وي مفصولة من كان ، لأن من يدم على شيء يقول : وي يعاتب الرجل على ما سلف يقول : وي كأنك قصدت مكروهاً . وقال مقاتل : معناه ولكن الله يبسط الرزق لمن يشاء { مِنْ عِبَادِهِ } يعني : يوسعه على من يشاء من عباده { وَيَقْدِرُ } يعني : يقتر ويقال : ويضيق على من يشاء يعني : لولا أن الله منَّ علينا لكنا مثل قارون في العذاب { لَوْلا أَن مَّنَّ الله عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا } معهم . ويقال : لولا منَّ الله علينا بالإيمان ، لكنا مثل قارون في العذاب . ويقال لولا أن منَّ الله علينا ، يعني : عصمنا مثل ما كان عليه من البطر والبغي ، لخسف بنا كما خسف به . قال قرأ عاصم في رواية حفص بنصب الخاء ، وكسر السين { لَخَسَفَ *** الله *** بِنَا } وقرأ الباقون بالضم على فعل ما لم يسم فاعله { وَيْكَأَنَّهُ } يعني : ولكنه { لاَ يُفْلِحُ الكافرون } أي الجاحدون للنعم .