ثم نزل في شأن الشهداء : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلُواْ في سَبِيلِ الله } يعني في طاعة الله
{ أمواتا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ } من التحف ؛ وذلك أن المسلمين كانوا يقولون مات فلان ومات فلان ، فنزلت هذه الآية : { بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ } وهذا قول الكلبي . ويقال : ولا تظنن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً كسائر الأموات { بل أحياء } يعني : هم كالأحياء عند ربهم ، لأنه يُكْتب لهم أجرهم إلى يوم القيامة ، فكأنهم أحياء في الآخرة . ويقال : لا تظن كما يظن الكفار بهم أنهم لا يبعثون ، بل يبعثهم الله ويقال : أرواحهم في المنزلة والكرامة بمنزلة الشهداء الأحياء وروي عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } « لَمَّا أُصِيبَ إخْوَانُكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ ، جَعَلَ الله أَرْوَاحَهُم فِي أَجْوَافِ طَيْرِ خُضْرٍ ، تَردُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا ، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ تَحْتَ العَرْشِ ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مُنْقَلَبِهِمْ وَمَطْعَمِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ ، وَرَأَوْا مَا عِنْدَ الله لَهُمْ مِنَ الكَرَامَةِ ، وَمَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، قَالُوا : يَا لَيْتَ إخْوَانِنَا عَلِمُوا مَا أَعدَّ الله لَنَا مِنَ الكَرَامَةِ ، وَمَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، فَلَمْ يَنكلُوا عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَمْ يَجْبُنُوا عِنْدَ القِتَالِ ، فَقَالَ الله تَعَالَى أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ ، فَأَنْزَلَ : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلُواْ في سَبِيلِ الله أمواتا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ } »
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.