بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (35)

{ إِذْ قَالَتِ امرأت عمران } وهي حنة أم مريم امرأة عمران بن ماثان ، وذلك أنها لما حبلت ، قالت : لئن نجَّانِي الله ووضعت ما في بطني لأجعلنه محرَّراً ، والمحرر من لا يعمل للدنيا ، ولا يتزوج ، ويتفرغ لعمل الآخرة ، ويلزم المحراب ، فيعبد الله تعالى فيه ، وهذا قول مقاتل .

وقال الكلبي : { محررا } أي خادماً لبيت المقدس ، ولم يكن محرراً إلا الغلمان . فقال لها زوجها : إن كان الذي في بطنك أنثى ، والأنثى عورة ، فكيف تصنعين ؟ فاهتمت بذلك وقالت : يا { رَبّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ } وأنت تعلم { مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنّي إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم } السميع لدعائي العليم بنيتي ، وما في بطني .