بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (31)

ثم قال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله } وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام ، قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه ، يعني نحن في المنزلة بمنزلة الأبناء ، ولنحن أشدّ حباً لله . فقال الله لنبيه : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني } على ديني ، فإني رسول الله أؤدي رسالته { يُحْبِبْكُمُ الله } .

قال الزجاج : { تحبون الله } ، أي تقصدون طاعته ، فافعلوا ما أمركم الله عز وجل ، لأن محبة الإنسان لله وللرسول طاعته له ، ورضاه بما أمر ، والمحبة من الله عفوه عنهم ، وإنعامه عليهم برحمته . { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ويقال : الحب من الله عصمته وتوفيقه ، والحب من العباد طاعة كما قال القائل :

تَعْصي الإله وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّه . . . هَذَا لَعَمْرِي في القِيَاسِ بديعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَه . . . إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطيعُ