ثم قال عز وجل : { مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ } يعني : ما يرسل الله للناس من رزق كقوله : { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابتغاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا } [ الإسراء : 28 ] ويقال : الغيث . ويقال : { مِن رَّحْمَةِ } يعني : من كل خير { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } يعني : لا يقدر أحد على حبسها { وَمَا يُمْسِكْ } يعني : ما يحبس من رزق { فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ } يعني : فلا معطي أحد بعد الله عز وجل . قال في أول الكلام : { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } بلفظ التأنيث ، لأنه انصرف إلى اللفظ وهو الرحمة .
ثم قال : { فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ } بلفظ التذكير ، لأنه ينصرف إلى المعنى وهو المطر والرزق ، ولو كان كلاهما بلفظ التذكير أو كلاهما بلفظ التأنيث لجاز في اللغة . فذكر الأول بلفظ التأنيث لأن الرحمة كانت أقرب إليه ، وفي الثاني كان أبعد وقد ذكر بلفظ التذكير مجاز حذف ما ثم قال : { وَهُوَ العزيز } فيما أمسك { الحكيم } فيما أرسل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.