بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

ثم قال عز وجل : { وَقَالُواْ آمَنَّا بِهِ } يعني : العذاب حين رأوه ، يقول الله تعالى { وأنى لَهُمُ التناوش } يعني : من أين لهم التوبة . ويقال : من أين لهم الرجفة . قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في إحدى الروايتين { التناؤش } بالهمز . وقرأ الباقون بغير همز . فمن قرأ بالهمز فهو من التناوش وهو الحركة في إبطاء . والمعنى من أين لهم أن يتحركوا فيما لا حيلة لهم فيه . ومن قرأ بغير همز فهو من التناول . ويقال : تناول إذا مدّ يده إلى شيء ليصل إليه ، وتناوش يده إذا مدّ يده إلى شيء لا يصل إليه .

ثم قال : { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } يعني : من الآخرة إلى الدنيا . وروي عن ابن عباس أنه قال : { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } قال : " سألوا الرد حين لا رد " .