بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

قوله عز وجل : { أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ } يعني : قبيح عمله { فرآه حسنا } يعني : يظنه حقاً . والجواب فيه مضمر يعني : أفمن زيّن له سوء عمله كمن لم يزين له ذلك ؟ وقال الزجاج : { أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ } يعني : أبا جهل وأصحابه ، وأضله الله كمن لم يزين له ذلك وهداه الله تعالى .

ثم قال : { فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاء } عن دينه { وَيَهْدِي مَن يَشَاء } لدينه { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات } قال القتبي : هذا من الإضمار . يعني : ذهبت نفسك حسرة عليهم ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات بتركهم الإيمان . وقرئ في الشاذ : { فَلاَ تُذْهبْ } بضم التاء وكسر الهاء { نَّفْسَكَ } بنصب السين . من أذهب يذهب يعني : لا تقتل نفسك وقراءة العامة { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ } بنصب التاء والهاء وضم السين أي : لا تحزن نفسك { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } من الخير والشر .