بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَٰجٗاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (11)

ثم قال عز وجل : { والله خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ } يعني : آدم عليه السلام وهو أصل الخلق { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعني : خلقكم من نطفة { ثُمَّ جَعَلَكُمْ أزواجا } يعني : أصنافاً ذكراً وأنثى . ويقال : أصنافاً ، أحمر وأبيض وأسود . يعني : فاذكروني ووحدوني { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى } و{ من } صلة في الكلام { وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } يعني : بمشيئته { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ } فيطول عمره { وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ في كتاب } يعني : إلا وكل ذلك في كتاب الله . أي : قد بيّن في اللوح المحفوظ . وروي عن ابن عمر أنه قرأ { مِنْ عُمُرِهِ } بجزم الميم وهما لغتان مثل نكر ونكر { إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ } يعني : حفظه على الله هيَّن بغير كتابة .