بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَـٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ} (10)

قوله عز وجل : { مَن كَانَ يُرِيدُ العزة فَلِلَّهِ العزة جَمِيعاً } يعني : من طلب العزة بعبادة الأوثان ، فليتعزز بطاعة الله عز وجل . فإن العزة لله جميعاً . يقول : من يتعزز بإذن الله . ويقال : معناه من كان يريد أن يعلم لمن تكون العزة ، فليعلم بأن العزة لله جميعاً . ويقال : من كان يطلب لنفسه العزة ، فإن العزة لله جميعاً .

ثم قال : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب } قال مقاتل : يصعد إلى السماء كلمة التوحيد { والعمل الصالح يَرْفَعُهُ } يقول : التوحيد يرفع العمل الصالح إلى الله تعالى في السماء ، فيها تقديم . وقال الحسن البصري : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله عز وجل . فإذا كان الكلام الطيب عملاً غير صالح ، يرد القول إلى العمل لأنه أحق من القول . وقال قتادة { والعمل الصالح يَرْفَعُهُ } قال : الله يرفعه . ويقال : العمل الصالح يرفعه لصاحبه . ويقال : { يَرْفَعُهُ } يعني : يعظمه . ويقال : { العمل الصالح يرفعه } أي : يقبل الأعمال بالإخلاص . معناه : العمل الخالص الذي يقبله .

ثم قال : { والذين يَمْكُرُونَ السيئات } أي : يعملون بالشرك ، ويقال : يعملون بالرياء لا يقبل منهم { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } في الآخرة { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } يعني : شرك أولئك ، وفسقهم ، وصنيعهم ، يهلك صاحبه في الآخرة . يقال : بارت السلعة إذا كسدت لأنها إذا كسدت فقد تعرضت للهلاك .