بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَطَمَسۡنَا عَلَىٰٓ أَعۡيُنِهِمۡ فَٱسۡتَبَقُواْ ٱلصِّرَٰطَ فَأَنَّىٰ يُبۡصِرُونَ} (66)

ثم قال : { وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ } قال مقاتل يعني : لو نشاء لحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى { فاستبقوا الصراط } يعني : ولو طمست الكفر ، لاستبقوا الصراط ، أي : لجازوا الطريق { فأنى يُبْصِرُونَ } يعني : فمن أين يبصرون الهدى بعدما جعلت قلوبهم قاسية ، وجعلت على أعمالهم غطاء ، وَأكِنَّةً على قلوبهم . قال الكلبي : { وَلَوْ نَشَاء } لفقأنا أعين الضلالة ، فأبصروا الهدى ، و{ استبقوا } يعني : الطريق { فَأنَّى يُبْصِرُونَ } الطريق . ويقال : فأنى يبصرون . الهدى وقال بعضهم : ولو نشاء لأعمينا أبصارهم في أسواقهم ، ومجالسهم ، كما فعلنا بقوم لوط عليه السلام حين كذبوه وراودوه عن ضيفه { فاستبقوا الصراط } يعني : فابتدروا الطريق هرباً إلى منازلهم ، ولو فعلنا ذلك بهم .