بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بِـَٔاخَرِينَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا} (133)

ثم ذكر التهديد لمن رجع عن عبادته فقال : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا الناس } أي يهلككم إذا عصيتموه { وَيَأْتِ بآخرين } أي يخلق خلقاً جديداً غيركم من هو أطوع لله منكم ، وهذا كما قال في آية أخرى { هَا أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ في سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ والله الغنى وَأَنتُمُ الفقراء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أمثالكم } [ محمد : 38 ] .

ثم قال تعالى : { وَكَانَ الله على ذلك قَدِيراً } أي يذهبكم ويأتِ بغيركم . ويقال : في الآية تخويف وتنبيه لجميع من كانت له ولاية أو إمارة أو رئاسة ، فلا يعدل في رعيته أو كان عالماً ، فلا يعمل بعلمه ولا ينصح الناس أن يذهبه ويأتي بغيره .