بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَن تَسۡتَطِيعُوٓاْ أَن تَعۡدِلُواْ بَيۡنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (129)

قوله تعالى : { وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النساء } يقول : لن تقدروا أن تسووا بين النساء في الحب بين الشابة والكبيرة { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } أي ولو جهدتم ، ولكن اعدلوا في القسمة والنفقة { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الميل } بالنفقة والقسمة إلى الشابة { فَتَذَرُوهَا كالمعلقة } بغير قسمة كالمسجونة لا أيم ولا ذات بعل . وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ ، فَمَالَ إِلَى إحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ » وفي رواية أخرى

« وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ » وروى أبو أيوب عن أبي قلابة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل في القسمة ويقول : « اللَّهُمَ هذا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ » يعني الحب والجماع .

ثم قال تعالى : { وَإِن تُصْلِحُواْ } يعني تصلحوا بينهما بالسوية { وَتَتَّقُواْ } الجور والميل { فَإِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } حيث رخص لكم في الصلح .