وقوله : { لكن الراسخون في العلم مِنْهُمْ } يعني المبالغون في العلم الذين أدركوا علم الحقيقة ، وهم مؤمنو أهل الكتاب ، وذلك أن اليهود أنكروا وقالوا : هذه الأشياء كانت حراماً في الأصل وأنت تحلها ، ولم تكن حرمت بظلمنا ، فنزل { لكن الراسخون في العلم مِنْهُمْ } يصدقون بما أنزل إليك أنه الحق ، ويقال : إن مؤمني أهل الكتاب يعلمون أن الذي أنزل إليك من القرآن هو الحق ، وأنك نبي مبعوث وهو مكتوب عندهم . ثم قال : { والمؤمنون } يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم { يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ } ثم قال : { والمؤمنون بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } يعني يصدقون بالقرآن { وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } ويصدقون بما أنزل من قبلك من كتب الله .
ثم وصفهم فقال : { والمقيمين الصلاة } قال بعض الجهال : هذا غلط الكاتب حيث كتب مصحف الإمام ، كان ينبغي أن يكتب والمقيمون فأوهم وكتب والمقيمين . واحتج بما روي عن عائشة أنها قالت : ثلاثة أحرف في المصحف غلط من الكاتب : قوله تعالى : { والمقيمين الصلاة } وقوله { والصابئون والنصارى } وقوله { إِنْ هاذان لساحران } وروي عن عثمان أنه نظر في المصحف فقال : أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها ، ولكن هذا بعيد عند أهل العلم والخبر ، لم يثبت عن عثمان ولا عن عائشة رضي الله عنهما ، لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا حماة الدين والقدوة في الشرائع والأحكام ، فلا يظن بهم أنهم تركوا في كتاب الله تصحيفاً يصلحه غيرهم ، وهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . والمعنى في قوله { والمقيمين الصلاة } قال بعضهم : يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين الصلاة ، يعني بالنبيين المقيمين الصلاة . وقال بعضهم : { لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون } ، ومن المقيمين الصلاة { يؤمنون بما أنزل إليك } .
ثم قال تعالى : { والمؤتون الزكاة } يعني الذين يعطون الزكاة المفروضة { والمؤمنون بالله واليوم الآخر } يعني المقرون بوحدانية الله تعالى وبالبعث بعد الموت . ثم قال : { أولئك } يعني أهل هذه الصفة { سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً } أي يعطيهم الله في الآخرة ثواباً عظيماً وهو الجنة . قرأ حمزة { سيؤتيهم } بالياء وقرأ الباقون بالنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.