بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (155)

ثم قال عز وجل : { فَبِمَا نَقْضِهِم ميثاقهم } ولم يذكر في هذه الآية جوابهم ، والجواب فيه مضمر فكأنه قال : وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ، فبنقضهم الميثاق لعنهم الله تعالى وخذلهم كقوله { فَبِمَا نَقْضِهِمْ ميثاقهم وَكُفْرِهِم بآيات الله وَقَتْلِهِمُ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 155 ] ثم قال : { وَكُفْرِهِم بآيات الله } يعني بكفرهم بآيات الله لعنهم الله وخذلهم . ثم قال تعالى : { وَقَتْلِهِمُ الأنبياء بِغَيْرِ حَقّ } يعني : وبقتلهم الأنبياء بغير جرم { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } يعني : ذا غلاف ولا نفقه حديثك ، وقرأ بعضهم : غلف بضم اللام وجماعة الغلاف يعني أن قلوبنا أوعية لكل علم ولا نفقه حديثك . قال الله تعالى : { بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا } يعني ختم الله على قلوبهم { بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } أي لا يؤمنون إلا قليل منهم ويقال لا يؤمنون إلا بالقليل لأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض . وقال مقاتل : يعني ما أقل ما يؤمنون ، يقول : بأنهم لا يؤمنون البتة .