بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (165)

ثم قال تعالى :

{ رُّسُلاً مُّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ } أي أرسلنا رسلاً مبشرين بالجنة ومنذرين بالنار { لِئَلاَّ يَكُونَ } يقول : لكيلا يكون { لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل } يعني : بعد إرسال الرسل ، كي لا يقولوا يوم القيامة إنك لم ترسل إلينا رسولاً . ولو أن الله تعالى لم يرسل رسولاً كان ذلك عدلاً منه إذ أعطى كل واحد من خلقه من العقل ما يعرفه ، ولكن أرسل تفضلاً منه ، ولكي يكون زيادة في الحجة عليهم . ثم قال تعالى : { وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً } . { عَزِيزاً } بالنقمة لمن يجحده { حَكِيماً } حكم إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام .