قوله تعالى : { لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } قال ابن عباس : وذلك أن رؤساء مكة أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا سألنا اليهود عن صفتك ونعتك ، فزعموا أنهم لا يعرفونك في كتابهم ، فأتِنا بمن يشهد لك بأنك نبي مبعوث فنزل : { لكن الله يَشْهَدُ } يعني إن لم يشهد لك أحد منهم ، فالله تعالى أعظم شهادة من خلقه ، هو يشهد لك بأنك نبيّ ويظهر نبوتك . قال القتبي : هذا من الاختصار لأنه لما نزل { إنا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كما أَوْحَيْنَآ إلى نُوحٍ والنبيين مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقُوبَ والأسباط وعيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وهارون وسليمان وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } [ النساء : 163 ] قال المشركون : لا نشهد لك بهذا فمن يشهد لك ؟ فنزلت هذه الآية حكاية قولهم . فقال تعالى { لكن الله يَشْهَدُ } { بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } لأن كلمة { لكن } إنما تجيء بعد نفي شيء ، فوجب ذلك الشيء بها .
ثم قال تعالى : { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } أي بأمره . ويقال : أنزل القرآن الذي فيه علمه . ثم قال تعالى : { والملائكة يَشْهَدُونَ } أيضاً على شهادتك بالذي شهدت أنه الحق { وكفى بالله شَهِيداً } فلا أحد أفضل من الله تعالى ، شهادة بأنه أنزل عليك القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.