بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا} (27)

ثم قال تعالى : { والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أي يتجاوز عنكم ما كان منكم من قبل التحريم ، ويقال : يتجاوز عنكم الزلل والخطايا { وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } يعني اليهود والنصارى ، ويقال : المجوس . { أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } يعني أن تخطئوا خطأً عظيماً ، لأن بعض الكفار كانوا يجيزون نكاح الأخت من الأب ، وبنات الأخ ، وبنات الأخت ، فلما حرم الله تعالى ذلك قالوا للمسلمين : إنكم تنكحون ابنة الخالة والعمة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . ويقال : ويريدون الذين يتبعون الشهوات ، ويقال : إن اليهود يريدون أن يقفوا منكم على الزلل والخطايا ، يعني : أن الله تعالى قد بين لكم لكي لا يقفوا منكم على الزلل والخطايا .