بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا} (10)

قوله تعالى : { إِنَّ الذين يَأْكُلُونَ أموال اليتامى ظُلْماً } يعني بغير حق { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً } أي حراماً ، لأن الحرام يوجب النار ، فسماه الله باسمها ويقال : إنه يلقم من النار إذا صار إلى جهنم ، فذلك قوله تعالى : { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً } . وروي في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض قصة المعراج أنه قال : « رَأَيْتُ أَقْوَاماً بُطُونُهُمْ كَالحُبَالَى فِيهَا الحَيَّاتُ وَالعَقَارِبُ ، فَقُلْتُ : مَنْ هؤلاء يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هُمُ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً » ، { وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } أي سيدخلونها في الآخرة . قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ( وسيصلون ) بضم الياء على فعل ما لم يسم فاعله . وقرأ الباقون النصب ، وهذا كقوله : { سيدخلون جهنم } . وسيدخلون وقال القتبي في قوله : { وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ } معناه : وليخش الذين يكفلون اليتامى ، وليفعل بهم ما يحب أن يفعل بولده من بعده .