الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِنَّهُۥ لَعِلۡمٞ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمۡتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

والضمير في قوله : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ } قال ابن عَبَّاس وغيره : الإشارة به إلى عيسى ، وقالت فرقة : إلى محمد ، وقال قتادة وغيره : إلى القرآن .

( ت ) : وَكَذَا نقل أبو حيَّان هذه الأقوالَ الثلاثة ، ولو قيل : إنَّه ضميرُ الأمر والشَّأن ؛ استعظاماً واستهوالاً لأَمْرِ الآخرة ما بَعُدَ ، بل هو المتبادَرُ إلى الذِّهْنِ ، يَدُلُّ عليه : { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } ، واللَّه أعلم ، وقرأ ابن عباس ، وجماعة : ( لَعَلَمٌ ) بفتح العين واللام ، أي : أمارة ، وقرأ عِكْرِمَةُ : ( لَلْعِلْمُ ) بلامين الأولى مفتوحة ، وقرأ أُبيٌّ : ( لَذِكْرٌ لِلسَّاعَةِ ) فمن قال : إنَّ الإشارة إلى عيسى حَسَنٌ مع تأويله «عِلْم » و«عَلَم » ، أي : هو إشعارٌ بالساعة ، وشَرْطٌ من أَشراطها ، يعني : خروجه في آخر الزمان ، وكذلك مَنْ قال : الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أي : هو آخر الأنبياء ، وقد قال : «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ » يعني السبابة والوسطى ، ومَنْ قال : الإشارة إلى القرآن حَسُنَ قوله مع قراءة الجمهور ، أي : يعلمكم بها وبأهوالها .

وقوله : { هذا صراط مُّسْتَقِيمٌ } : إشارة إلى الشرع .