البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِنَّهُۥ لَعِلۡمٞ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمۡتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

والظاهر أن الضمير في : { وإنه لعلم للساعة } يعود على عيسى ، إذ الظاهر في الضمائر السابقة أنها عائدة عليه .

وقال ابن عباس : ومجاهد ، وقتادة ، والحسن ، والسدي ، والضحاك ، وابن زيد : أي وإن خروجه لعلم للساعة يدل على قرب قيامها ، إذ خروجه شرط من أشراطها ، وهو نزوله من السماء في آخر الزمان .

وقال الحسن ، وقتادة أيضاً ، وابن جبير : يعود على القرآن على معنى أن يدل إنزاله على قرب الساعة ، أو أنه به تعلم الساعة وأهوالها .

وقالت فرقة : يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ هو آخر الأنبياء ، تميزت الساعة به نوعاً وقدراً من التمييز ، ونفى التحديد التام الذي انفرد الله تعالى بعلمه .

وقرأ الجمهور : لعلم ، مصدر علم .

قال الزمخشري : أي شرط من أشراطها تعلم به ، فسمى العلم شرطاً لحصول العلم به .

وقرأ ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو مالك الغفاري ، وزيد بن علي ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك ، ومالك بن دينار ، والأعمش ، والكلبي .

قال ابن عطية ، وأبو نصرة : لعلم ، بفتح العين واللام ، أي لعلامة .

وقرأ عكرمة به .

قال ابن خالويه ، وأبو نصرة : للعلم ، معرفاً بفتحتين .

{ فلا تمترن بها } : أي لا تشكون فيها ، { واتبعون هذا } : أي هداي أو شرعي .

وقيل : أي قل لهم يا محمد : واتبعوني هذا ، أي الذي أدعوكم له ، أو هذا القرآن ؛ كان الضمير في قال القرآن ،