غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ} (10)

3

{ فارتقب } و { يوم } مفعول به أي انتظره . والأكثرون على أن هذا الدخان من أمارات القيامة فإن الدنيا ستصير كبيت لاخصاص له مملوء دخاناً يدخل في أنوف الكفار وآذانهم فيكونون كالسكارى ، ويصيب المؤمن فيه كالزكام فيبقى ذلك أربعين . وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر " أبين بكسر الهمزة وفتحها اسم رجل بنى هذه البلدة ونزل بها . وقيل : الدخان يكون في القيامة إذا خرجوا من قبورهم يحيط بالخلائق ويغشاهم . وقيل : الدخان الشر والفتنة . وعن ابن مسعود : خمس قد مضت الروم والدخان والقمر والبطشة واللزام . وذلك أن قريشاً لما استصعبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني ويوسف . فأصابهم اللزام وهو القحط حتى أكلوا الجيف ، وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان فيسمع كلام صاحبه ولا يراه من الدخان .

فمشى إليه صلى الله عليه وسلم أبو سفيان ونفر معه . وناشدوه الله والرحم ، وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا . فلما كشف عنهم من الدخان رجعوا إلى شركهم . وذلك قوله { هذا عذاب } أي قائلين هذا إلى آخره .

/خ59