قوله تعالى : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض } قال بعضهم : هذا على سبيل المثل ، والعرب إذا أرادت تعظيم ملك ، عظيم الشأن ، عظيم العطية تقول : كَسَفَ القَمَرُ لِفَقْدِهِ ، وبَكَت الرِّيحُ والسَّمَاءُ وَالأرض ، وقد ذكروا ذلك في أشعارهم ، فأخبر الله تعالى ، أن فرعون لم يكن ممن يجزع له جازع ، ولم يقم لفقده فقد ، وقال بعضهم : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض } يعني : أهل السماء ، وأهل الأرض . فأقام السماء والأرض مقام أهلها . كما قال : { واسأل القرية التي كُنَّا فِيهَا والعير التي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لصادقون } [ يوسف : 82 ] وقال بعضهم : يعني : بكت السماء بعينها ، وبكت الأرض . وقال ابن عباس : «لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بَابٌ في السَّمَاءِ ، يَصْعَدُ فِيهِ عَمَلُهُ ، وَيَنْزِلُ مِنهُ رِزْقُهُ ، فَإذا مَاتَ بَكَى عَلَيْهِ بَابُه فِي السَّمَاءِ ، وَبَكَتْ عَلَيْهِ آثَارُهُ فِي الأرض » وذكر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه سئل : أتبكي السماء والأرض على أحد ؟ قال " نعم ، إذا مات المؤمن ، بكت عليه معادنه من الأرض ، التي كان يذكر الله تعالى فيها ويصلي ، وبكى عليه بابه الذي كان يرفع فيه عمله " ، فأخبر الله تعالى : أن قوم فرعون ، لم تبك عليهم السماء والأرض { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } يعني : مؤجلين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.