بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (10)

ثم قال عز وجل : { إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ } يعني : كالأخوة في التعاون لأنهم على دين واحد . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المُؤْمِنَ للمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعْضاً » وَرُوي عنه أنه قال : «المُؤْمِنُونَ كَعُضْوٍ وَاحِدٍ إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِر الأَعْضَاءِ إِلَى الحُمَّى وَالسَّهَرِ » .

ثم قال : { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } يعني : الفريقين من المؤمنين مثل الأوس والخزرج . { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } قرأ ابن سيرين : إِخْوَانِكُم بالنون . وقرأ يعقوب الحضرمي : بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ بالتاء . يعني : جمع الأخ . وقراءة العامة { أَخَوَيْكُمْ } بالياء على تثنية الأخ . يعني : بين كل أخوين .

ثم قال : { واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } يعني : اخشوا الله عز وجل ، ولا تعصوه ، لكي ترحموا ، فلا تعذبوا .