بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ} (6)

قوله عز وجل : { يا أيها الذين آمَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ } الآية . نزلت في الوليد بن عقبة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ليقبض الصدقات ، فخرجوا إليه ليبجلوه ، ويعظموه ، فخشي منهم ، لأنه كان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية . فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : خرجوا إِليَّ بأسلحتهم ، ومنعوا مني الصدقات وأطرحوني وأرادوا قتلي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث لقتالهم ، فجاؤوا إلى المدينة ، وقالوا : يا رسول الله لما بلغنا قدوم رسولك ، خرجنا نبجله ، ونعظمه ، فانصرف عنا ، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل الوليد بن عقبة ، فنزل { يا أيها الذين آمَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ } يعني : بحديث كذب وبخبر كذب { فَتَبَيَّنُواْ } يعني : وتعرفوا ولا تعجلوا { أن تصيبوا } يعني : كيلا تصيبوا { قَوْمَا بِجَهَالَةٍ } وأنتم لا تعلمون بأمرهم { فَتُصْبِحُواْ } يعني : فتصيروا { على مَا فَعَلْتُمْ نادمين } . قرأ حمزة ، والكسائي : فَتَثَبَّتُوا بالثاء . وقرأ الباقون : { فَتَبَيَّنُواْ } مثل ما في سورة النساء .