وقوله عز وجل : { إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الحجرات } فالحجرات جمع الحجرة . يقال : حجرة وحجرات ، مثل ظلمة وظلمات . وقرئ في الشاذ : الحجَرات بنصب الجيم . وقرأه العامة بالضم . ومعناهما : واحد . نزلت الآية في شأن نفر من بني تميم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد ، فانتهى إلى قبيلة ، وكانت تسمى بني العنبر ، فأغار عليهم ، وسبى زراريهم ، فجاء جماعة منهم ليشتروا أسراهم ، أو يفدوهم ، فنادوه وكان وقت الظهيرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الحجرة . فنادوه من وراء الحجرة ، وكان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم حجرات . فلما خرج النبي كلموه في أمر الزراري ، فقال لواحد منهم : " احكم " . فقال : حكمت أن تخلي نصف الأسارى ، وتبيع النصف منا . ففعل النبي صلى الله عليه وسلم . فنزلت الآية { إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الحجرات } { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حتى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } لأنهم لو لم ينادوه ، لكان يعتقهم كلهم . وروى معمر عن قتادة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فناداه من وراء الحجرات ، فقال : يا محمد إِنَّ مَدْحِي زَيْن ، وإِن شَتْمِي شَيْن . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «وَيْلَكَ ذَلَّكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ » . فَنَزل { إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ } الآية .
ثم قال عز وجل : { والله غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } بهم بعد التوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.