ثم قال : { وَحَسِبُواْ أَن لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } يعني : ظنوا أن لا يبتلوا بتكذيبهم الرسل ، وقتلهم الأنبياء ، ويقال : ظنوا أن لا يعاقبوا ، ولا يصيبهم البلاء والشدة والقحط . ويقال : ظنوا أن قتل الأنبياء لا يكون كفراً . ويقال : ظنوا أن لا تفسد قلوبهم بالتكذيب وقتل الأنبياء . قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو : { أَن لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } بضم النون . وقرأ الباقون بالنصب . فمن قرأ بالنصب ، بمعنى أن . ومن قرأ بالضم يعني : حسبوا أنه لا تكون فتنة . معناه : حسبوا أن فعلهم غير فاتن لهم .
ثم قال تعالى : { فَعَمُواْ وَصَمُّواْ } يعني : عموا عن الحق ، وصمّوا عن الهدى ، فلم يسمعوه ، { ثُمَّ تَابَ الله عَلَيْهِمْ } يقول : تجاوز عنهم ، ورفع عنهم البلاء ، فلم يتوبوا { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مّنْهُمْ } ويقال : معناه تاب الله على كثير منهم ، { عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مّنْهُمْ } ويقال : من تاب الله عليهم ، يعني : بعث محمداً صلى الله عليه وسلم ليدعوهم إلى التوراة { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ } بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقال : { عموا وَصَمُّواْ } حين عبدوا العجل ، ثم تاب الله عليهم بعدما قتلوا سبعين ألفاً وهذا على جهة المثل . يعني : لم يعملوا بما سمعوا ، ولم يعتبروا بما أبصروا ، فصاروا كالعمي والصمي .
ثم قال : { والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } بقتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل يعني : عليم بمجازاتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.