ثم بيّن الله تعالى أن المسيح عبده ورسوله ، وبيّن الحجة في ذلك ، فقال :
{ مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلاَّ رَسُولٌ } يعني : هو رسول كسائر الرسل ، { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرسل } وهو من جماعة الرسل ، { وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ } شبه النبيين ، وذلك حين صدقت جبريل حين قال لها : { قَالَ إِنَّمَا أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غلاما زَكِيّاً } [ مريم : 19 ] والصديق في اللغة هو المبالغ في التصديق . وقال في آية أخرى : { وصدقت بكلمات ربها }[ التحريم :12 ] يعني : المسيح وأمه كانا يأكلان ويشربان . ومن أكل وشرب ، تكون حياته بالحيلة ، والرب : لا يأكل ولا يشرب . ويقال : { كَانَا يَأْكُلاَنِ الطعام } كناية عن قضاء الحاجة . لأن الذي يأكل الطعام . فله قضاء الحاجة . ومن كان هكذا لا يصلح أن يكون ربّاً .
ثم قال : { انظر كَيْفَ نُبَيّنُ لَهُمُ الآيات } يعني : العلامات في عيسى ومريم أنهما لو كانا إلهين ما أكلا الطعام ، { ثُمَّ انظر أنى يُؤْفَكُونَ } يقول : من أين يكذبون بإنكارهم بأني واحد . وقال القتبي : { أنى يُؤْفَكُونَ } يعني : أنى يصرفون عن الحق ويعدلون عنه . يقال : أفك الرجل عن كذا ، إذا عدل عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.