بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

قوله تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } يعني : لما رأوا العذاب قريباً . ويقال : لما رأوا القيامة قريبة { سيئت وُجُوهِ الذين كَفَرُواْ } يعني : ذللت ، ويقال : قبحت وسودت . وقال القتبي : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } يعني : لما رأوا ما وعدهم الله قريباً منهم ؛ وقال الزجاج : { سيئت } أي : تبيَّن فيها السوء في وجوه الذين كفروا . { وَقِيلَ هذا الذي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } ، أي : تشكون في الدنيا ، قرأ قتادة والضحاك ويعقوب الحضرمي : { تَدْعُونَ } بالتخفيف ، يعني : تستعجلون ، وتدعون إليه في قولكم : فأمطر علينا حجارة من السماء ، وقراءة العامة { تَدّعُونَ } بالتشديد يعني : تكذبون . ويقال : من أجله { تَدْعُونَ } الأباطيل يعني : تدعون أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً ، لا ترجعون ولا تجازون . ويقال : { تَدْعُونَ } أي : تتمنون .