بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ} (2)

{ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ } يعني : ما أنت بحمد الله تعالى بمجنون كما يزعمون ، وذلك أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى : { اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ } [ العلق : 1 ] إلى قوله : { عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق : 5 ] وعلمه جبريل الصلاة ، فقال أهل مكة : جن محمد صلى الله عليه وسلم . وكان النبي يفر من الشاعر والمجنون . فلما نسبوه إلى الجنون ، شق ذلك عليه ، فنزل : { مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ } . ويقال : بل أنت رسول الله تعالى .