قوله : { وَلَقَدْ خلقناكم ثُمَّ صورناكم } هذا ذكر نعمة أخرى من نعم الله على عبيده . والمعنى : خلقناكم نطفاً ثم صوّرناكم بعد ذلك ، وقيل المعنى : خلقنا آدم من تراب ، ثم صورناكم في ظهره . وقيل : { وَلَقَدْ خلقناكم } يعني : آدم ذكر بلفظ الجمع ؛ لأنه أبو البشر ، { ثُمَّ صورناكم } راجع إليه ، ويدلّ عليه : { ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآدَمَ } فإن ترتيب هذا القول على الخلق والتصوير يفيد أن المخلوق المصوّر آدم عليه السلام . وقال الأخفش : إن ثم في { ثُمَّ صورناكم } بمعنى الواو . وقيل المعنى : خلقناكم من ظهر آدم ، ثم صوّرناكم حين أخذنا عليكم الميثاق . قال النحاس : وهذا أحسن الأقوال وقيل المعنى : ولقد خلقنا الأرواح أوّلاً ، ثم صوّرنا الأشباح ، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، أي أمرناهم بذلك فامتثلوا الأمر ، وفعلوا السجود بعد الأمر { إِلاَّ إِبْلِيسَ } قيل : الاستثناء متصل بتغليب الملائكة على إبليس ؛ لأنه كان منفرداً بينهم ، أو كما قيل : لأن من الملائكة جنساً يقال لهم :الجنّ .
وقيل : غير ذلك . وقد تقدّم تحقيقه في البقرة . قوله : { لَمْ يَكُن مّنَ الساجدين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.