بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

ثم قال : { وَمَا أُمِرُواْ } يعني : وما أمرهم محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ الله } يعني : ليوحدوا الله . ويقال : { وَمَا أُمِرُواْ } في جميع الكتب ، { إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ الله } يعني : يوحدوا الله { مُخْلِصِينَ لَهُ الدين حُنَفَاء } مسلمين . روي عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد أنه قال : { حُنَفَاء } يعني : متبعين . وقال الضحاك : { حُنَفَاء } يعني : حجاجاً يحجون بيت الله تعالى .

ثم قال : { وَيُقِيمُواْ الصلاة } يعني : يقرون بالصلاة ، ويؤدونها في مواقيتها { وَيُؤْتُواْ الزكاة } يعني : يقرون بها ويؤدونها { وَذَلِكَ دِينُ القيمة } يعني : المستقيم لا عوج فيه ، يعني : الإقرار بالتوحيد ، وبالصلاة والزكاة ، وإنما بلفظ التأنيث { القيمة } لأنه انصرف إلى المعنى ، والمراد به الملة ، يعني : الملة المستقيمة لا عوج فيها . يعني : هذا الذي يأمرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهذا أمروا في جميع الكتب .