فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (13)

ثم ذكر سبحانه ما يجري مجرى الردع والزجر عما صنعه هؤلاء فقال { ولقد أهلكنا القرون } يعني الأمم الماضية : { من قبلكم } أي قبل هؤلاء الكفار المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم يعني أهلكناهم من قبل زمانكم ، وقيل الخطاب لأهل مكة على طريق الإلتفات للمبالغة في الزجر .

{ لما ظلموا } أي أهلكناهم حين فعلوا الظلم بالتكذيب والتجرؤ على الرسل والتطاول في المعاصي من غير تأخير لإهلاكهم كما أخرنا إهلاككم . وقيل الظلم هنا الشرك أي لما أشركوا .

{ وجاءتهم رسلهم } الذين أرسلناهم إليهم { بالبينات } أي بالآيات الواضحات الدالة على صدق الرسل ، { وما كانوا ليؤمنوا } الجملة اعتراضية واللام لتأكيد النفي أي وما صح لهذه الأمم وما استقام أن يؤمنوا برسلهم لعدم استعدادهم لذلك وسلب الألطاف عنهم .

{ كذلك نجزي القوم المجرمين } أي مثل ذلك الجزاء وهو الاستئصال الكلي لكل مجرم وهذا وعيد شديد لمن كان في عصره من الكفار أو لكفار مكة على الخصوص .