الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (13)

قوله : { ولقد أهلكنا القرون من قبلكم{[30624]} لما ظلموا } إلى قوله { كيف تعملون }[ 13- 14 ] .

معنى الآية : أنها تحذير للمشركين أن يصيبهم ما أصاب من كان قبلهم إذا أشركوا . ومعنى { لما ظلموا }[ 13 ] : لما أشركوا{[30625]} .

{ وما جاءتهم رسلهم بالبينات } : أي : من عند الله عز وجل{[30626]} بالحجج والبراهين{[30627]} .

وقوله : { وما كانوا ليومنوا } أي : لم يكونوا ليوفقوا إلى الإيمان ، لما تقدم في علم الله عز وجل منهم .

وقيل : المعنى ما كانوا ليؤمنوا جزاء منه ( لهم ){[30628]} على كفرهم طبع على قلوبهم ، ودل على ذلك قوله : { كذلك نجزي القوم المجرمين } أي : نطبع على قلوبهم ، فلا يؤمنون جزاء بكفرهم{[30629]} .

وقيل : المعنى : كما أهلكنا هذه القرون من قبلكم بشركهم ، كذلك أفعل بكم بشرككم ، وتكذيبهم رسلكم{[30630]} إن أنتم لم/ تتوبوا وتؤمنوا{[30631]} .

وقيل المعنى : ما كانوا ليؤمنوا جزاء بما كذبوا به أولا بعد أن تبين لهم الحق ، فكان ما ختم لهم به من ترك الإيمان عقوبة لهم على التكذيب أولا .


[30624]:ط: مطموس.
[30625]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/37.
[30626]:ساقط من ق.
[30627]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/37 – 37.
[30628]:ساقطة من ط.
[30629]:انظر هذا التفسير في: الجامع 8/203.
[30630]:ط: رسولكم.
[30631]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/38.