فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ} (2)

{ ما أغنى عنه ماله وما كسب } أي ما دفع عنه ما حل به من التباب ، وما نزل به من عذاب الله ما جمع من المال ، ولا ما كسب من الأرباح والجاه ، أو المراد بقوله :{ ماله } ما ورثه من أبيه ، { وما كسب } الذي كسبه بنفسه .

قال مجاهد : وما كسب من ولد ، وولد الرجل من كسبه ، ويجوز أن تكون ( ما ) في قوله : { ما أغنى } استفهامية ، أي أيّ شيء أغنى عنه ؟ وكذا في قوله { وما كسب } أي وأيّ شيء كسب ؟ أو مصدرية ، أي وكسبه .

والظاهر أن ( ما ) الأولى نافية ، والثانية موصولة .

عن عائشة قالت : " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ابنه من كسبه ، ثم قرأت { ما أغنى عنه ماله وما كسب } قالت : " وما كسب ولده " أخرجه ابن أبي حاتم ، وعن ابن عباس قال : كسبه ولده ، أي عتيبة -بالتصغير- وأما عتبة فقد أسلم ، وفسر الكسب بالولد ليغاير ما قبله ، فيسلم من التكرار .

ومات أبو لهب بالعدسة بعد وقعة بدر لسبع ليال ، قال الشهاب : العدسة قرحة تعتري الإنسان ، كانت العرب تهرب منها ؛ لأنها بزعمهم تعدي أشد العدوى .