{ في جيدها حبل من مسد } الجيد العنق ، والمسد الليف الذي تفتل منه الحبال . قال أبو عبيدة : المسد هو الحبل من صوف ، وقال الحسن : هي حبال تكون من شجر ينبت باليمن ، يسمى بالمسد ، وقد تكون الحبال من جلود الإبل أو من أوبارها ، والمسد أيضا ليف المقل ، أو مطلق الليف ، والمقل شجر الدوم كما في المصباح والمختار .
وفي القاموس { المسد } بسكون السين مصدر بمعنى الفتل ، وبفتحها المحور من الحديد ، أو حبل من ليف ، أو كل حبل محكم الفتل ، والجمع مساد وأمساد .
قال الضحاك وغيره : هذا في الدنيا ، كانت تعير النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالفقر ، وهي تحتطب في حبل تجعله في عنقها ، فخنقها الله به فأهلكها ، وهو في الآخرة حبل من نار .
وقال مجاهد وعروة بن الزبير : هو سلسلة من نار يدخل في فيها ويخرج من أسفلها ، وقال قتادة : هو قلادة من ودع كانت لها . قال الحسن : إنما كان خرزا في عنقها ، وقال سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة فاخرة من جوهر ، فقالت : واللات والعزى لأنفقتها في عداوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فيكون ذلك عذابا في جسدها يوم القيامة .
والمسد الفتل ، يقال : مسد حبله يمسده مسدا أجاد فتله ، قال ابن عباس : هي حبال تكون بمكة ، ويقال : المسد العصا التي تكون في البكرة .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو زرعة عن أسماء بنت أبي بكر قالت : " لما نزلت تبت يدا أبي لهب وتب " أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة ، وفي يدها فهر ، وهي تقول :
مذمما أبينا *** ودينه قلينا *** وأمره عصينا
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد ، ومعه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله ، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنها لن تراني " .
قال تعالى :{ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } ، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ، ولم تر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : يا أبا بكر ، إني أخبرت أن صاحبك هجاني ، قال : لا ورب الكعبة ما هجاك . فولت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها ، وأخرجه البزار بمعناه وقال : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.