فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّشۡهُودٞ} (103)

{ إن في ذلك } أي أخذ الله سبحانه لأهل القرى أو في القصص السبعة التي قصها الله على رسوله { لآية } لعبرة وموعظة لأن القصص المذكورة فيها عذاب الدنيا وعذاب الآخرة وقد حصل الأول فيعلم العاقل أن القادر على إنزال الأول قادر على إنزال الثاني { لمن خاف عذاب الآخرة } لأنهم الذين يعتبرون بالعبر ويتعظون بالمواعظ . قال ابن زيد : يقول أنا سوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة كما وفينا للأنبياء إنا لننصرهم .

{ ذلك } أي يوم القيامة المدلول عليه بذكر الآخرة { يوم مجموع له } صفة ليوم جرت على غير من هي له فلذلك رفعت الظاهر وهو { الناس } من الأولين والآخرين للمحاسبة والمجازاة { وذلك } أي يوم القيامة { يوم مشهود } يشهده أهل الحشر أو مشهود فيها الخلائق أو يشهده أهل السماء والأرض فاتسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول .