ثم ذمهم بعد ذم المكان الذي يردونه فقال { وأتبعوا } أي أتبع قوم فرعون مطلقا أو الملأ خاصة أو هم وفرعون { في هذه } الدنيا { لعنة } عظيمة أي طردا وإبعادا من الأمم بعدهم { و } أتبعوا لعنة { يوم القيامة } يلعنهم أهل المحشر جميعا ثم إنه جعل اللعنة رفدا لهم على طريقة التهكم فقال { بئس الرفد المرفود } أي العون المعان أو العطاء المعطى .
قال الكسائي وأبو عبيدة : رفدته أرفده رفدا أعنته وأعطيته ، واسم العطية الرفد أي بئس العطاء والإعانة ما أعطوهم إياه وأعانوهم به والمخصوص بالذم محذوف أي رفدهم وهو اللعنة التي اتبعوها في الدنيا والآخرة كأنها لعنة بعد لعنة تمد الأخرى وتؤيدها .
وسميت اللعنة عونا لأنها إذا اتبعتهم في الدنيا أبعدتهم عن رحمة الله وأعانتهم على ما هم فيه من الضلال وسميت رفدا أي عونا لهذا المعنى على التهكم ، وإلا فاللعنة إذلال لهم وإنزال بهم على الحضيض الأسفل وسميت معانا لأنها أرفدت في الآخرة بلعنة أخرى لتكونا هاديتين إلى طريق الجحيم .
وذكر الماوردي حكاية عن الأصمعي إن الرفد بالفتح وبالكسر ما فيه من الشراب فكأنه ما يستقونه في النار وهذا أنسب بالمقام وقيل أن الرفد الزيادة أي بئسما يرفدونه به بعد الغرق وهو الزيادة قاله الكلبي : وأصل الرفد العون والعطاء والصلة والإرفاد أيضا الإعطاء والإعانة قال أبو السعود : وقد فسر الرفد بالعطاء ولا يلائمه المقام ، وأصله ما يضاف إلى غيره ليعمده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.