{ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ( 50 ) }
ثم إن الله سبحانه لما أمر رسوله أن يخبر عباده بهذه البشارة العظيمة أمره بأن يذكر لهم شيئا مما يتضمن التخويف والتحذير حتى يجتمع الرجاء والخوف ويتقابل التبشير والتحذير ليكونوا راجين خائفين فقال : { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ } أي الكثير الإيلام .
وعند أن جمع الله لعباده بين هذين الأمرين من التبشير والتحذير ، صاروا في حالة وسطا بين اليأس والرجاء وخير الأمور أوسطها ، وهي القيام على قدمي الرجاء والخوف ، وبين حالتي الأنس والهيبة ، وقيل لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع عن حرام ولو يعلم قدر عذابه لما أقدم على ذنب .
وفي هذه الآية لطائف منها أنه أضاف إلى نفسه بقوله : { نبئ عبادي } وهذا تشريف لهم وتعظيم كما أضاف في قوله : { أسرى بعبده ليلا } ولم يزد عليه ومنها أنه أكد ذكر الرحمة والمغفرة بمؤكدات ثلاثة :
وثالثها : التعريف في { الغفور الرحيم } . وهذا يدل على تغليب جانب الرحمة والمغفرة ، ولم يقل في ذكر العذاب أني أنا المعذب ولم يصف نفسه بذلك بل قال على سبيل الإخبار { أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ } .
ومنها أنه أمر رسوله أن يبلغ عباده هذا المعنى ، فكأنه أشهد رسوله على نفسه في التزام المغفرة والرحمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.