{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ( 47 ) }
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } هو الحقد والعداوة والشحناء والبغضاء والحسد وكل ذلك مذموم داخل في الغل لأنها كامنة في القلب ، وقد مر تفسيره في الأعراف ، وعن الحسن البصري عن علي : فينا والله أهل الجنة نزلت وعنه قال نزلت في ثلاثة أحياء من العرب بني هاشم وبني تميم وبني عدي ، وفي أبي بكر وعمر ، وعنه قال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان والزبير وطلحة فيمن قال الله { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } وعن ابن عباس قال : نزلت في عشرة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ، وفي الباب روايات .
{ إِخْوَانًا } حال مقدرة قاله أبو البقاء يعني من فاعل ادخلوها ولا حاجة إليه بل هي حال مقارنة من ضمير صدورهم ، والمعنى حال كونهم إخوة في الدين بالتعاطف والمحبة والمودة والمخالطة ، وليس المراد منه إخوة النسب ، يروى أن المؤمنين يحبسون على باب الجنة فيقتص بعضهم من بعض ثم يؤمر بهم إلى الجنة وقد نقيت قلوبهم من الغل والغش والحقد والحسد وصاروا إخوانا حال كونهم { عَلَى سُرُرٍ } من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت .
قال أبو البقاء : يجوز أن يتعلق بنفس إخوانا لأنه بمعنى متصافين أي متصافين على سرر ، وفيه نظر من حيث تأويل جامد بمشتق بعيد منه والسرر جمع سرير ، وهو مثل ما بين صنعاء إلى الجابية ، وقيل هو المجلس العالي الرفيع المهيأ للسرور ومنه قولهم سر الوادي لأفضل موضع منه .
{ مُّتَقَابِلِينَ } أي ينظر بعضهم إلى وجه بعض . قال مجاهد : لا يرى بعضهم قفا بعض ، وعن ابن عباس نحوه فإذا اجتمعوا وتلاقوا ثم أرادوا الانصراف يدور سرير كل واحد منهم بحيث يصير راكبه مقابلا بوجهه لمن كان عنده ، وقفاه إلى الجهة التي يسير لها السرير ، وهذا أبلغ في الأنس والإكرام .
وأخرج الطبراني والبغوي وابن أبي حاتم وغيرهم عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتلا هذه الآية قال : ( المتحابون في الله في الجنة ينظر بعضهم إلى بعض ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.