فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا} (46)

{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ( 46 ) }

{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } جمع كنان وهي الأغطية وقد تقدم تفسيره في الأنعام وقيل هو حكاية لما كانوا يقولونه من قولهم قلوبنا غلف وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب { أَن يَفْقَهُوهُ } أي كراهة أن يفقهوه أو لئلا يفقهوه أي يفهموا ما فيه من الأوامر والنواهي والحكم والمعاني .

{ وَجَعَلْنَا فِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } أي صمما وثقلا كراهة أن يسمعوه أو لئلا يسمعوه ومن قبائح المشركين أنهم يحبون أن يذكر آلهتهم كما يذكر الله سبحانه فإذا سمعوا ذكر الله دون ذكر آلهتهم نفروا عن المجلس كما قال تعالى :

{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ } يقال وحد يحد وحدا وحدة نحو وعد يعد وعدا وعدة فهو مصدر سد مسد الحال أصله يحد وحده بمعنى واحدا ، وقال يونس منصوب على الظرف .

{ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } هو مصدر بمعنى التولية والتقدير هربوا نفورا أو نفروا نفورا ، وقيل جمع نافر كقاعد وقعود قاله البيضاوي والشهاب والأول أولى ، وقيل المصدر في موضع الحال والمعنى ولوا نافرين ، قال ابن عباس : ولوا نفور الشياطين .