فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا} (40)

{ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا ( 40 ) }

{ أَفَأَصْفَاكُمْ } أي خصكم ، قال أبو عبيدة ، وقال الفضل : أخلصكم { رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا } أي بنات ، والخطاب للكفار القائلين بأن الملائكة بنات الله ، وفيه توبيخ شديد وتقريع بالغ لما كان يقوله هؤلاء الذين هم كالأنعام بل هم أضل ، والفاء للعطف على مقدر كنظائره مما قد كررناه .

{ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا } بالغا في العظم والجرأة على الله إلى مكان لا يقادر قدره بإضافة الأولاد إليه ، وهي خاصة بعض الأجسام لسرعة زوالها ، ثم بتفضيل أنفسكم عليه حيث تجعلون له ما تكرهون ، ثم يجعل الملائكة الذين هم أشرف الخلق أدونهم .