{ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ( 39 ) }
{ ذَلِكَ } إشارة إلى ما تقدم ذكره من قوله لا تجعل مع الله إلى هذه الغاية { مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ } أي من جنسه أو بعض منه ، وذكر هنا في ثمان عشرة آية أولها لا تجعل ، وذكر في التوراة في عشر آيات { مِنَ الْحِكْمَةِ } سمي حكمة لأنه كلام محكم وهو ما علمه من الشرائع أو من الأحكام المحكمة التي لا يتطرق إليها النسخ والفساد ، وعند الحكماء أن الحكمة عبارة عن معرفة الحق لذاته والخير للعمل به ، قال البيضاوي فالتوحيد من القسم الأول وباقي التكاليف من القسم الثاني .
{ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ } كرر سبحانه النهي عن الشرك تأكيدا وتقريرا وتنبيها على أنه رأس خصال الدين وعمدته ومبدأ الأمر ومنتهاه ، وعلى أنه ملاك الحكمة وأسها . قيل وقد راعى سبحانه في هذا التأكيد دقيقة فرتب على الأول كونه مذموما مخذولا ، وذلك إشارة إلى حال الشرك في الدنيا ؛ ورتب على الثاني ما هو نتيجة في العقبى فقال : { فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا } تلوم نفسك { مَّدْحُورًا } مبعدا من رحمة الله مطرودا وفي القعود هناك والإلقاء هنا إشارة إلى أن للإنسان في الدنيا صورة اختيار بخلاف الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.