فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزۡجِي لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ فِي ٱلۡبَحۡرِ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا} (66)

{ رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ( 66 ) }

{ رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي } الإجزاء السوق والدفع والإجراء والتسيير ومنه قوله تعالى ألم تر أن الله يزجي سحابا وهذا تعليل لكفايته وبيان لقدرته على عصمة من توكل عليه في أموره وشروع في تذكير بعض النعم عليهم حملا لهم على الإيمان حتى لا يعبدوا غيره ولا يشركون به أحدا .

والمعنى أن الله سبحانه يسير { لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ } بالريح والفلك هنا جمع بمعنى السفائن وقد تقدم والبحر هو الماء الكثير عذبا كان أو مالحا وقد غلب هذا الاسم على المشهور { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي من رزقه الذي تفضل به على عباده أو من الربح بالتجارة أو أنواع الأمتعة التي لا تكون عندكم ومن زائدة أو للتبعيض .

{ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } تعليل ثان لما تقدم أي فهداكم إلى مصالح دنياكم