فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ} (167)

{ وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة } أي رجعة إلى الدنيا ، الكرة الرجعة والعودة إلى حال قد كانت ، و { لو } هنا بمعنى التمني كأنه قيل ليت لنا كرة ولهذا وقعت الفاء في الجواب ، والمعنى أن الأتباع قالوا لو رددنا إلى الدنيا حتى نعمل صالحا { فنتبرأ منهم } أي المتبوعين { كما تبرؤوا منا } اليوم وهو جواب التمني { كذلك } أي كما أراهم الله العذاب { يريهم الله أعمالهم } السيئة ، وهذه الرؤية إن كانت البصرية فقوله { حسرات عليهم } منصب على الحال ، وإن كانت القلبية فهو المفعول الثالث ، والمعنى أن أعمالهم الفاسدة يريهم الله إياها فتكون عليهم حسرات وندمات أو يريهم الله الأعمال الصالحة التي أوجبها عليهم فتركوها ذلك حسرة عليهم ، والحسرة الغم على ما فاته وشدة الندم عليه كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه { وما هم بخارجين من النار } فيه دليل على خلود الكفار في النار ، وظاهر هذا التركيب يفيد الاختصاص ، وجعله الزمخشري للتقوية لغرض له يرجع إلى المذهب والبحث في هذا يطول ، عن ثابت ابن معبد قال : ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت هذه الآية .