و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون 280 واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 281
( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) لما حكم سبحانه لأهل الربا برؤوس أموالهم عند الواجدين للمال حكم في ذوي العسرة بالنظرة إلى يسار ، والعسرة ضيق الحال من جهة عدم المال ومنه جيش العسرة ، والنظِرة التأخير ، والميسرة مصدر بمعنى اليسر ، وارتفع ذو بكان التامة التي بمعنى وجد ، وهذا قول سيبويه وأبي علي الفارسي وغيرهما وفي مصحف أبي وان كان ذا عسرة على معنى وإن كان المطلوب ذا عسرة .
و قرأ الأعمش ( وان كان معسرا ) قال النحاس ومكي والنقاش : وعلى هذا يختص لفظ الآية بأهل الربا ، وعلى من قرأ ذو فهي عامة في جميع من عليه دين وإليه ذهب الجمهور .
وقد وردت أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما في الترغيب لمن له دين على معسر أن يُنْظِره ، وفي ثواب إنظار المعسر والوضع عنه وتشديد أمر الدين والأمر بقضائه ، وهي معروفة يطول ذكرها ، والميسرة في اللغة اليسار والسعة .
( وأن تصدقوا خير لكم ) أي على معسري غرمائكم بالإبراء من كل الدين أو بعضه ، وفيه الترغيب لهم بأن يتصدقوا برؤوس أموالهم على من أعسر وجعل ذلك خيرا من إنظاره ، قاله السدى وابن زيد والضحاك .
قال الطبري وقال آخرون :معنى الآية وأن تصدقوا على الغني والفقير خير لكم ، والصحيح الأول ، وليس في الآية مدخل للغني ( إن كنتم تعلمون ) جوابه محذوف أي إن كنتم تعلمون أنه خير لكم عملتم به ، وفي الحديث : " من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " {[289]} رواه مسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.