فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجٗا وَلَآ أَمۡتٗا} (107)

{ لا ترى فيها } الضمير راجع إلى الجبال بذلك الاعتبار ، أو إلى الأرض على ما مر { عوجا } أي انخفاضا وهو بكسر العين التعوج . قاله ابن الأعرابي { ولا أمتا } هو التلال الصغار ، والأمت في اللغة المكان المرتفع ، وقيل العوج الميل والأمت الأثر مثل الشراك ، وقيل العوج الوادي والأمت الرابية ، وقيل الأمت النتوء اليسير يقال مد حبله حتى ما فيه أمت ، وقيل هما الانخفاض والارتفاع . وقيل العوج الصدوع والأمت الأكمة ، وقيل الأمت الشقوق في الأرض . وقيل الآكام .

وقيل الأمت أن تغلظ في مكان ، وتدق في مكان ، ووصف مواضع الجبال بالعوج بكسر العين هاهنا ما يقال إن العوج بكسر العين في المعاني وبفتحها في الأعيان والمحسوسات ؛ إلا أن يقال عبر فيه بمكسور العين لكونه لشدة خفائه ، كأنه صار من قبيل المعاني ؛ أي لا تدركه فيها ، ولو تأملته بالمقاييس الهندسية . قاله أبو السعود .

وقد تكلف لذلك صاحب الكشاف في هذا الموضع بما عنه غنى وفي غيره سعة . وعن ابن عباس قال : هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض . قال البيضاوي : هي ثلاثة أحوال مترتبة فالأولان باعتبار الإحساس والثالث باعتبار المقياس ، ولذلك ذكر العوج وهو يخص المعاني .