{ يوم } أي اذكر يوم { ينفخ } قرئ بضم التحتية وبالنون مبنيا للفاعل ، وبفتح الياء على أن الفاعل هو الله أو إسرافيل { في الصور } بسكون الواو ، وقرئ بفتحها جمع صورة ، والأول أولى وهو قرن ينفخ فيه يدعى به الناس للمحشر ، والمراد بهذه النفخة الثانية لأنه أتبعه بقوله : { ونحشر المجرمين } المراد بهم المشركون والكافرون والعصاة المأخوذون بذنوبهم التي لم يغفرها الله لهم .
والمراد بقوله : { يومئذ } يوم النفخ في الصور { زرقا } أي زرق العيون مع سواد الوجوه ، والزرقة الخضرة في العين كعين السنور ، والعرب تتشاءم بزرقة العين لأن الروم كانوا أعدى أعدائهم وهم زرق ؛ والزراقة أسوأ ألوان العين ، وأبغضها إلى العرب ولذلك قالوا في صفة العدو : أسود الكبد أصهب السبال أزرق العين .
وقال الفراء : زرقا أي عميا ، وقال الأزهري : عطاشا ، وهو قول الزجاج لأن سواد العين يتغير بالعطش إلى الزرقة ، وقيل : إنه كناية عن الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة ، وقيل هو كناية عن شخوص البصر من شدة الحرص ، والقول الأول أولى ، والجمع بين هذه الآية وبين قوله : ونحشرهم يوم القيامة على وجههم عميا وبكما وصما ما قيل من أن ليوم القيامة حالات ومواطن تختلف فيها صفاتهم ويتنوع عندها عذابهم ، قال ابن عباس : فيه حالات يكونون في حال زرقا ، وفي حال عميا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.